لماذا تغير بعض الحيوانات ألوانها؟ السر وراء هذه الظاهرة المدهشة!

 

تُعد القدرة على تغيير اللون واحدة من أكثر الظواهر المدهشة في عالم الحيوانات. إنها مهارة لا تقتصر على التمويه فقط، بل تحمل العديد من الأهداف الأخرى التي تساعد الحيوانات على البقاء والتكيف مع بيئتها. في هذا المقال، سنستكشف الأسباب الرئيسية وراء هذه القدرة الغريبة ونلقي الضوء على أبرز الحيوانات التي تمتلكها.

1. التمويه وحماية النفس

يُعتبر التمويه السبب الأكثر شيوعًا لتغيير لون الحيوانات. هذه القدرة تساعدها على الاندماج مع محيطها لتفادي المفترسات.

الحرباء: تُعد الحرباء من أشهر الحيوانات التي تغيّر لونها. تعمل خلايا جلدها المتخصصة (كروماتوفورات) على عكس الضوء لتتناسب مع البيئة المحيطة.
الأخطبوط والحبار: يمكن لهذه الكائنات البحرية أن تختفي حرفيًا في قاع البحر بفضل تغيّر لون جلدها، ما يجعلها صعبة الاكتشاف من قبل المفترسات.

2. التفاعل مع الحرارة

تغيّر بعض الحيوانات ألوانها لتنظيم درجة حرارة أجسامها.

الزواحف: مثل السحالي، قد تُظهر ألوانًا داكنة لامتصاص المزيد من الحرارة عند البرودة، وألوانًا فاتحة للتخلص من الحرارة الزائدة في البيئات الحارة.

3. التواصل الاجتماعي

تُستخدم هذه المهارة كوسيلة للتواصل مع أفراد النوع نفسه، سواء لجذب شريك أو لتحذير الآخرين.

الضفادع السامة: تغيّر لون جلدها إلى ألوان زاهية لتحذير المفترسات من سمّيتها.

الحبار: يستخدم إشارات لونية متقنة للتواصل مع أقرانه، خاصة أثناء موسم التزاوج.

4. الدفاع عن النفس أو الهجوم

في حالات الطوارئ، تغيّر بعض الحيوانات لونها لإرباك المفترس أو لزيادة فرص النجاح في الهجوم.

السمك المفلطح: يستطيع أن يتماهى تمامًا مع قاع البحر أثناء مطاردة فريسة أو تجنب خطر.

الأخطبوط ذو الحلقات الزرقاء: يغيّر لونه إلى بقع زرقاء زاهية كتحذير قبل الهجوم بسُمه القاتل.

5. استجابة للعواطف أو الإجهاد

بعض الحيوانات تغيّر ألوانها كاستجابة لمشاعرها أو للإجهاد.

الحرباء مجددًا: لا يقتصر تغيير لونها على التمويه فقط، بل قد يظهر أيضًا أثناء الغضب أو التوتر، مثل تحول لونها إلى الأحمر أو الأسود عند الشعور بالتهديد.

الحيوانات الأكثر شهرة بقدرة تغيير اللون

الحرباء: ملكة تغيير الألوان بفضل الخلايا الصبغية المتطورة.

الأخطبوط: يُغير لون جلده للتواصل، التمويه، أو التهديد.

الحبار: بارع في استخدام أنماط لونية معقدة.

الضفادع: تُظهر ألوانًا زاهية كتحذير أو تتغير للتكيف مع البيئات المختلفة.

سمك المهرج: يمكن أن يغير درجة لمعان لونه لتجنب المفترسات.

كيف يحدث ذلك؟

تغيّر الحيوانات ألوانها باستخدام خلايا جلد خاصة تحتوي على أصباغ أو تعكس الضوء. هذه الخلايا تُعرف باسم:


1. الكروماتوفورات: تحتوي على أصباغ ملونة مثل الأحمر، الأصفر، والبني.

2. الإيريدوفورات: تعكس الضوء لإنتاج تأثيرات لونية مثل الأزرق أو الأخضر.

3. الميلانوفورات: تحتوي على صبغة داكنة تُستخدم للتحكم في الظلال.


هل يمكن للبشر الاستفادة من هذه القدرة؟

يعمل العلماء على دراسة هذه الظاهرة لتطوير تقنيات حديثة، مثل الملابس التي تغيّر لونها حسب الطقس أو الظروف، وأيضًا في تطبيقات عسكرية لتقنيات التمويه.


تغيير اللون في الحيوانات هو تكيف تطوري مذهل يهدف إلى الحماية، التكيف مع البيئة، والتواصل. من الحرباء إلى الأخطبوط، كل حيوان يمتلك طريقته الفريدة لاستغلال هذه القدرة. إنها تذكير لنا بجمال وتنوع الحياة على كوكب الأرض!